ى كل من حُرم حنان أبويه

تحتفل مصر كل عام بيوم اليتيم فى أول جمعة من شهر أبريل ، هذا اليوم قد يكون صحوة وتذكرة لكفالة اليتيم طول العام، هذا الأمر لا يحتاج منا البحث المضني عن جمعية للأيتام ، أو مشاركة مجموعة من الأطفال بالرقص أو التهليل كوجاهة اجتماعية ، قد يكون اليتيم الحقيقي قريب منك وفى حاجة إلى عطفك وحنانك داخل عائلتك أو شارعك ، ولا يشعر به أحد ، فاقتنص الفرصة واغتنم الجنة .

د. عبلة الكحلاوي -عميدة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر سابقاً - تعرف "اليتيم" بأنه هو من فقد الوالد والسند و"المنقطع" هو من فقد أمه ، ولكن بالمعنى الشائع والمتداول اليتيم هو من فقد الحضن بفقده للعائل والمأوي وفقد الحبيب المصاحب الذي يعمل من أجله فى شوق وحنان ولهفة ، اليتيم هو من ضاعت معالم الطريق من أمامه ، وهو ليس فقط من فقد الوالد والسند ، وإنما كل من يحمل هوية مجهول النسب وكل من لفظته أبوة جاحدة يطلق عليه أيضاً هذا الوصف، لأنه يتحقق فيه وصف الاحتياج.

توفير حياة كريمة

وتؤكد د. عبلة الكحلاوي خلال برنامج "الدين والحياة" الذي تقدمه قناة الحياة أن طفل دار الأيتام يظل يتيماً حتى البلوغ ثم بعد ذلك يطلق عليه يتيم باعتبار ما كان، وفى الحالة التي نتحدث عنها يظل يحتاج إلى المساعدة حتى يصل إلى الوقت الذي يستقل فيه بمعيشته ولديه الحرفة والإمكانية التي تحقق إليه حياة كريمة ، وهذه مسؤولية الدولة.
وبالتكافل الاجتماعي يجب الاستمرار في البحث عنهم ومتابعتهم لمعرفة أحوالهم ومعاونتهم ومساندتهم من أجل توفير الحياة الكريمة لهم من خلال المساهمة في كفالتهم مادياً ومعنوياً قدر المستطاع ، وعلي مؤسسات المجتمع المدني المعنية والجهات المختصة بالدولة الاهتمام برعاية الأطفال ، وغيرهم ممن ذاقوا مرارة اليتم في وجود أبوين تخليا عنه بنوتهم لهؤلاء الأطفال الذين يجوبون الشوارع ويتسولون الطعام والمأوي وذلك لإنقاذهم ومنع تحولهم إلي مجرمين وتوفير الأمن والأمان لهم بأماكن تأويهم ومدارس تعيد تأهيلهم حتي يصبحوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم.

د.عبلة الكحلاوي
ولفتت د. عبلة الكحلاوي الانتباه إلى أننا لو نظرنا إلى الأيتام لرأينا أننا نتعبد فى قرآن يتلي بوصايا واجبة ، يكفي أن اليتيم ذكر فى القرأن 23 مرة ولن يأتي ذلك عبثاً ، يكفي أن نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام جاء يتيماً وعايش اليتم استشعاراً ومعايشة وتذكيراً ، وكيف نشأ الحبيب فى حضن اليتم ، كما ذكره المولي بهذه النشأة ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) ، (فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ ) سورة الضحى ، وكلها وصايا للنبي صلي الله عليه وسلم فى القرآن الكريم ، ثم أمر الأمة برعاية ضعفائها وجعل كل من يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى متعبداً فعليه أن يرعى اليتامى ، وتتوالى الوصايا القرآنية ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً) سورة الإنسان ، و( يسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) سورة البقرة ، ثم أمر ولي اليتيم بأوامر قرآنية ( وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) صحيح أن اليتيم الغنى سيجد مليون شخص يجرون خلفه لكفالته من أجل ماله ، والبعض منهم قد لا يروا حق الله ، لذا ذكر المولي تعالي الغني بقوله (وَمَن كَانَ غَنِياًّ فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) وأمره أنه يتجر له فى هذا المال وينميه بالتجارة الحلال ، وإذا كان الولي محتاج يأخذ من المال فيجوز له ذلك بالقدر القليل وبالمعروف ، و"إذا أيسر يضمن" أي يعيد هذا المال مرة أخرى ، ولهذا يقول عمر بن الخطاب "إنني أنزلت نفسي من مال الله منزلة الولي من مال اليتيم".

ثم أمر الله ولى اليتيم بتدريبه وتعليمه وإكرامه وتعليمه حرفة تغنيه (وَابْتَلُوا اليَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) وابتلوا تعنى أن يختبر اليتيم كي يستطيع أن يتصرف في ماله بطريقة صحيحة ثم ترد إليه هذه الأموال، وإذا لم يوجد الولي المصاحب فيمكن القيام بهذا الدور من قبل الجمعيات الأهلية التي تقوم بهذا العمل.

لا للمظهرية

وعن مظاهر الاحتفال باليتيم ومدى مصداقيتها وفعاليتها ، يقول د. عبد الرؤوف الضبع -أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج - لـ "لهنّ " : "اليتيم هو من فقد الأب أو الأم أو الاثنين ، والاحتفال يختلف من مكان لمكان ، ولكن بوجه عام ما يطغي على هذه الاحتفالات ماهو إلا تمثيل وتظاهر بأشياء نتكلم عنها فقط أما الواقع فمختلف تماماً ، يكفي أن نتساءل عن عدد الأسر ذات العائل الواحد ، وماذا قدمنا لهم سوى الاحتفالات المظهرية ، وبالرجوع إلى أعداد الجمعيات الأهلية فى مصر لوجدنا أعداد فلكية ، كم منها يقوم برعاية هذه الفئة الخاصة بحق سوى القليل ، وماذا تفعل الدولة رسمياً لليتيم على مستوي التعليم والرعاية الصحية .. إلخ " مضيفا : " كم مؤسسة تعليمية تقوم بفعل حقيقي تجاه هؤلاء الأيتام ، وما الجدوى وراء الاحتفال الظاهري بيوم فى السنة ، للأسف نحن لا نعرف ماذا يحتاج اليتيم ؟"

ويشير د. الضبع إلى أن كل أسرة يحتاج يتيمها إلى شئ مختلف عن يتيم آخر ، فقد يكون في حاجة إلى المال نظراً لفقد الأب العائل والمصدر الإقتصادي ، وفى هذا الحالة يحتاج إلى إعفاء من بعض المصروفات بشكل رسمي ، أو حصوله على اكتتاب شهادة استثمار وبذلك تكون الجهة التعليمية أيا كانت قامت بفعل .

ولا يحمل د. عبد الرؤوف الضبع المسؤولية في المقام الأول على الدولة نظراً لما تعانيه فى الوقت الحالي من تراجع فى أداء بعض وظائفها الحقيقية ونظراً لأننا فى مرحلة السوق الحرة في كل شئ ، ولكن هنا يأتى دور الجمعيات والتكافل الاجتماعي لنكون شرفاء بالمعني الحقيقي وليس المزيف بعيداً عن المظاهر الكاذبة ،وبذلك نمنع خطر حقيقي على المجتمع بتنشئة طفل سوي لأن المجتمعات ثروتها فى سكانها.

ادعوا اعضاء المنتدى الى المشاركة فى يوم اليتيم
كلا فى محافظتة

نايس توبيك حبيبتى تسلم ايدك

يااااااااارب يقدرنى واقدر اعمل حاجه ف اليوم دا